لم يزل صدىصوت الشاب الفتي من جامعة بيرزيت يقرع أبواب العقل والوجدان ، يشعل همةً في أرض أراد الكثيرون لها أن تبيد ، إنه الطالب المميز والقائد الطلابي ابن الكتلة الإسلامية في جامعة بيرزيت – الضفة الغربية " أيمن أبو عرام " الذي خاض مع رفاقه لمدة ثلاث أعوام غمار حرب من لون جديد ..حرب الثبات على الموقف والتضحية من أجل الغاية النبيلة والسمو العالي " خدمة الطلاب هدفنا " ، فوصل الليل بالنهار لبين لكل الأطراف أن المشروع الإسلامي لا يمكن أن يقف أمامه كائناً من كان، فلوحق عدة مرات وهدد أكثر وأكثر فأصبح المطارد من بني جلدته بين مرتفعات الجبال والهضاب .. حتى جاءت انتخابات العام لمجلس الطلبة ، فانتفض هو ورفاقه ليعلو الراية في مكان صغير اعتبره البعض تحدي لمشروع التسوية والمصالحة مع العدو " مشروع دايتون فياض " وبالفعل لم يرق للشباب جفن بل جعلوا من جامعة بيرزيت شعلة النور للضفة الغربية كلها .
انتهت الانتخابات بتحقيق الكتلة الإسلامية أكثر من عشرين مقعداً منها والذي اعتبر فوزاً كبيراً في ظل ظروف قاسية " يلاحق ويعتقل ويهدد فيها الكثير من الشباب" .. ما هي إلا أسابيع حتى جاء يوم الثلاثاء الموافق28/4/2009م لحظات وإذ برسالة ترسل يقول فيها " أحبتي في الله .. إن كان لابد من الفراق .. فلا تنسوني من الدعاء" واعتقل أيمن أبو عرام على أيد أجهزة الأمن التابعة لدايتون فياض .. والتهمة الموجهة " الانتماء للكتلة الإسلامية ".
54 يوما من الشبح والتعذيب ليس افتراءً بل حقيقة واقعة كشفت خيوطها من اللحظات الأولى للإفراج عنه في يوم الجمعة الموافق 26/6/2009م حيث دار حديث طويل بيني وبينه حول الممارسات الوقحة التي مورست ضده فقال بين السطور " لقد شبحوني لعدة أيام وربطوني على الدرج وأغلقوا علي الأبواب ، وهنا أثار ضربي وجسمي يشهد بقسوة التعذيب ، وللأسف أنا أعتبر نفسي أقل ممن عذب إن في السجون عند السلطة من غيبتهم الظلمات وأنّاتهم توقظ الموتى من قبورهم " هذه كلماته أتذكرها جيداً والأدهى والأمر أنهم أخرجوه ليس لجمال عينية أو مجاناً بل بفاتورة وضريبة متابعة العمل 20.000 دينار إن رجعت للعمل الكتلي والنشاط في الجامعة أو حتى تحدثت بما حصل معك ..
قالها لي " إنني أنتظر موعد الاحتلال ليعتقلني لأنني لمست ذلك من أفعالهم وأقوالهم عندما خرجت " وجاءت المفاجئة أربعة أيام على الحرية ليكون بعدها في سجون الاحتلال الصهيوني لتكتمل الصورة وليكتمل التنسيق الأمني المخزي ، حيث قامت القوات الخاصة الصهيونية بتطويق منزل أبو عرام في حدود الساعة الثانية بعد منتصف الليل ،ثم بدأت بمكبّرات الصوت بمطالبته بتسليم نفسه وعند اعتقاله ، اعتدت عليه القوات الهمجية الصهيونية بالضرب المبرح بالهراوات وأعقاب البنادق على رأسه مما أدّى إلى إصابته بنزف في رأسه ، وأتمت القوات الصهيونية ذلك بتكسير وتدمير كل محتويات البيت
أي سياسية يتخذها أرباب رام الله ، تباً لك يا فياض حسبنا الله ونعم الوكيل فيك وفي كل من تآمر على أبناء شعبنا وسعى لتدمير الشباب اليافع ، ما ذنب " أيمن أبو عرام و نجيب مفارجة وغيرهما الكثير والكثير " ألانهم نذروا أنفسهم لخدمة وطنهم وقضيتهم ألانهم لم يرضوا لأنفسهم الذل والهوان ...
لله درك أبا عرام .. أنت الحر وهم السجناء ..
...
